زيارة ماكرون للبنان.. خارطة طريق لإعادة الإعمار وتقليص نفوذ حزب الله
زيارة ماكرون للبنان.. خارطة طريق لإعادة الإعمار وتقليص نفوذ حزب الله
رأى خبراء سياسيون فرنسيون، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، تحمل أبعادًا دبلوماسية واقتصادية، لدعم الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، والإعلان عن مؤتمر دولي في باريس لدعم إعادة إعمار البلاد، وكذلك تقليص نفوذ حزب الله.
وأضاف الخبراء أن هذه الخطوة تأتي في ظل تهدئة هشة بين ميليشيا حزب الله وإسرائيل، ووسط جهود فرنسية لإعادة تعزيز دورها القيادي في منطقة الشرق الأوسط.
التزام تاريخي
وقال المحلل السياسي الفرنسي في "المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية"، جان بول تورنييه، لـ"إرم نيوز"، إن زيارة ماكرون للبنان تعبّر عن التزام فرنسا التاريخي بالوقوف إلى جانب لبنان في الأوقات الحرجة.
وأضاف تورنييه: "ماكرون يسعى لتقليص نفوذ حزب الله تدريجيًّا من خلال تعزيز الشرعية السياسية للقيادة الجديدة. ولكن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على قدرة فرنسا في حشد دعم دولي قوي خلال المؤتمر المزمع عقده في باريس".
إعادة دور فرنسا في لبنان
ووفقًا للخبير السياسي، فإن هذه الزيارة لم تكن مصادفة، موضحًا أن ماكرون يأمل في استعادة صورة فرنسا الدولية التي تأثرت سلبًا.
وجاء هذا التحرك في ظل سريان هدنة لمدة 60 يومًا بدأت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، بين إسرائيل وحزب الله لإنهاء الحرب التي أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل و16 ألف جريح في الجانب اللبناني.
فرنسا، التي شاركت في المفاوضات، لديها الآن ضابط ضمن اللجنة المكلفة بمراقبة تنفيذ الهدنة.
الدعوة لتسريع الاتفاق
ودعا ماكرون إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل قبل الموعد النهائي في 26 يناير/كانون الثاني، قائلاً: "تم إحراز تقدم، لكن يجب تسريع وتيرة العمل وضمان استمراريته. ينبغي أن يكون هناك انسحاب كامل للقوات".
وأضاف: "لا يجب أن نفقد الأمل".
كما أعلن عن عقد مؤتمر دولي لدعم إعادة إعمار لبنان في باريس قريبًا.
بدورها، قالت الخبيرة في السياسة الشرق أوسطية، كلير دومينيك فافر، لـ"إرم نيوز"، إن زيارة ماكرون تهدف إلى تحقيق توازن دقيق بين دعم القيادة اللبنانية الجديدة وتقليل التوترات الإقليمية.
وأوضحت: "توقيت الزيارة ذكي، خاصة مع إشراف فرنسا على وقف إطلاق النار، مما يمنحها نفوذًا أكبر في توجيه السياسة اللبنانية المستقبلية. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في استدامة هذه الجهود في ظل تعقيدات المشهد السياسي اللبناني الداخلي".
والتقى الرئيس الفرنسي نظيره اللبناني خلال زيارة قصيرة إلى بيروت، حيث تناول ملف وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
وينص الاتفاق على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من لبنان بحلول 26 ينايركانون الثاني، إلى جانب انسحاب قوات حزب الله شمال نهر الليطاني. وفي أثناء الزيارة، أدان الأمين العام للأمم المتحدة موقف تل أبيب.
وبالنسبة لماكرون، لم يكن ممكنا تفويت هذه الفرصة. في الوقت الذي تُعد فيه الولايات المتحدة حفل تنصيب الرئيس الجديد دونالد ترامب، سارع ماكرون إلى زيارة لبنان في رحلة قصيرة استمرت اثنتي عشرة ساعة. وأصبح بذلك أول رئيس دولة يزور البلاد منذ انتخاب الرئيس الجديد، جوزيف عون، وتعيين رئيس الوزراء نواف سلام.
وبحسب الإليزيه، تهدف هذه الزيارة لدعم الرئيس اللبناني الجديد، جوزيف عون، الذي انتُخب بعد فراغ رئاسي استمر عامين، ورئيس الوزراء نواف سلام.
وأعرب ماكرون عن ثقته في قدرة عون على توحيد البلاد قائلاً: "هناك الآن رئيس شرعي، قوي، يحظى بثقة المنطقة بأكملها." وتعتبر الدبلوماسية الفرنسية انتخاب نواف سلام "انتصارًا"، حيث كان مرشحًا فرنسيًّا، ولكنه واجه معارضة من حزب الله سابقًا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|